مثلث برمودا

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مناقشة الظواهر المتعلقة بمثلث برمودا


    البيمارستان النوري

    رنين
    رنين


    المساهمات : 32
    تاريخ التسجيل : 23/11/2010
    العمر : 28
    الموقع : دمشق القديمة

    البيمارستان النوري Empty البيمارستان النوري

    مُساهمة  رنين الأحد يناير 30, 2011 8:56 am

    امتزاج الحضارة والعمارة الإسلامية بتاريخ العلوم الطبية التي نشأت عند العرب يظهر جليا في البيمارستانات التي نشأت في اوائل العصر الاسلامي وانتشرت في العديد من الدول الإسلامية ومازال الكثير منها ماثلا حتى الآن.

    ومن أهم هذه البيمارستانات الذي تحول إلى متحف للطب والعلوم عند العرب عام 1978 البيمارستان النوري في مدينة دمشق القديمة إلى الجنوب الغربي من الجامع الأموي في منطقة الحريقة الذي يعكس في كل جانب منه فنون العمارة الإسلامية في الايوانات والصحون والبحرة والزخارف والرسوم والمقرنصات على القبة والأبواب القديمة ويمثل نموذجا لفن العمارة السلجوقية.

    ويعود تاريخ بناء البيمارستان النوري الذي شيده نور الدين محمود الزنكي إلى عام 549 هجري 1154 ميلادي وهو أول جامعة ومشفى عربي تدريسي حيث كان يتم فيه علاج جميع الأمراض مجانا وبالطرق الحديثة وخاصة بالموسيقا التي عاد الطب إلى استخدامها حاليا لشفاء العديد من الأمراض.

    وفي المصادر التاريخية روايات عديدة عن تفنن أطباء البيمارستان النوري في اساليب معاجة المرضى حتى اهتدوا إلى العلاج بالموسيقا حيث كانت الأجواء الموسيقية تروح عن المرضى وتلهيهم عن آلامهم بالإضافة إلى إحضار القصاصين إلى قاعات المرضى لرواية القصص والحكايات لهم كما كان المؤذنون ينشدون قبل الفجر بساعتين انغاما شجية على المآذن لتخفيف العناء عن المرضى القلقين.

    ويحتوي البيمارستان النوري الذي يعد مثلا حيا على التقدم العلمي والحضاري للعرب المسلمين على تسع غرف متسقة جنبا إلى جنب حول البحرة كانت تستخدم لتعليم الطب والصيدلة ومعالجة المرضى من قبل اشهر اطباء العرب الذين عملوا ودرسوا فيه منهم علاء الدين ابو الحسن وعلي بن ابي الحزم القرشي ابن النفيس وأبو المجد بن أبي الحكم ومهذب الدين النقاش و رضي الدين الرحبي و ابن المطران و ابن حمدان الجرائحي ومهذب الدين عبد الرحيم بن علي و عماد الدين الدنيسري و موفق الدين ابو العباس المعروف بابن أبي اصيبعة.

    وذكرت المراجع الطبية التاريخية أن البيمارستان كان يشتمل على أقسام الأمراض الباطنية والجراحة والكحالة العيون والتجبير والأمراض النفسية والعقلية لكل منها أطباؤه المتخصصون بالإضافة إلى العيادات الخارجية وقسم الصيدلة الذي كان يعد فيه المتخصصون الأدوية من النباتات.

    وتروي المراجع أن اختيار أماكن البيمارستانات كان يتم باختيار أفضلها موقعا في الأماكن المرتفعة أو قرب مصادر المياه وتتوافر فيها شروط الصحة والجمال كما كان يتم الاختيار منذ أيام أبو بكر الرازي بوضع قطع من اللحم في أنحاء مختلفة مختارة وانتظارها أربع وعشرين ساعة وانتقاء المكان الذي ظل فيه اللحم أقل سوءا.

    وكان البيمارستان يوفر لمرضاه الراحة والرفاهية وأنواع الطعام الفاخر حتى أن بعض الناس كانوا يتمارضون للإقامة فيه والتنعم بما يقدم للمرضى حتى أن المشرفين كانوا يتغاضون عنهم.

    واستمر البيمارستان بعمله كاول جامعة طبية في الشرق حتى أواخر القرن التاسع عشر حيث تحول بعدها إلى مدرسة للإناث ثم إلى ثانوية تجارية وأخيرا إلى متحف.

    ومازال متحف الطب والعلوم عند العرب يحتفظ بالكثير من عناصره المعمارية والزخرفية والكتابية ويحتوي على قاعات للطب والصيدلة والعلوم واللوحات والطيور والمكتبة وتتوزع في القاعات المخصصة النماذج والادوات التي كانت تستخدم في المعالجة والجراحة والادوات الصيدلانية ومجسمات لطرق الفحص السريري ومجسمات وصور لأهم الأطباء الذين عملوا فيه ولآلية استقبال المرضى بالإضافة إلى مجموعة من الادوات الفلكية العربية التي تبين دور العرب في تطور علم الفلك.

    وتعكس الوثائق والرسوم والكتب طرق المعالجة التي لاتقل عن طرق اليوم أصولا وان العرب هم أول من أسسوا للمنهج العلمي وعناصره الأساسية.

    وأوضحت الدكتورة ميشلين ابو سكة مديرة المتحف أن معظم زائري المتحف هم من المعنيين والمهتمين بالعلوم الطبية وخاصة الأجانب ممن اطلعوا أو قرؤوا تاريخ المتحف العريق علميا وحضاريا وتراثيا.

    وقالت الدكتورة ابو سكة في تصريح لوكالة سانا انه سيتم تطوير المتحف من حيث وضع المعروضات وزيادة المجسمات لتحاكي الاجراءات العلاجية التي كانت سارية في حينه وخاصة العلاج بالموسيقا ووضع المعروضات بشكل مختلف ولافت ووضع شاشات عرض بلغات عدة تبين تاريخ المتحف ومحتوياته وتنسيق الزهور والنباتات بحيث لاتحول دون رؤية كل المعالم التاريخية والمعمارية للمبنى.
    i
    وتسمية البيمارستان مصطلح فارسي الاصل معناه مركب من بيمار وتعني المريض وستان تعني الدار أي دار المرضى واختصرت فيما بعد إلى كلمة مارستانالبيمارستان النوري Yالبيمارستان النوري Fالبيمارستان النوري I

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 3:27 am