مثلث برمودا

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مناقشة الظواهر المتعلقة بمثلث برمودا


    حرب أمريكا القذرة في العراق

    رنين
    رنين


    المساهمات : 32
    تاريخ التسجيل : 23/11/2010
    العمر : 28
    الموقع : دمشق القديمة

    حرب أمريكا القذرة في العراق Empty حرب أمريكا القذرة في العراق

    مُساهمة  رنين الخميس مارس 31, 2011 6:14 am

    Crying or Very sad Crying or Very sad
    دخل العدوان الأمريكي على العراق عامه الرابع، وعلى الرغم أن كل مدخلات الغزو والاحتلال كانت تؤشر أن مخرجاته تؤدي إلى الفشل، وأن ما جرى ويجري على أرض العراق، في التقابل ما بين المقاومة العراقية وقوات الغزو تؤشر وبقوة إلى هزيمة المشروع الأمريكي، إلا أن الإدارة الأمريكية تصر وبوقاحة أمام سمع العالم وبصره على استراتيجية النصر الكاذبة.
    أمريكا سيدة الكذب في عالم لم يعد فيه إخفاء الحقيقة أمرا في متناول يد أية قوة، حتى وإن كانت القوة العظمى، لأن تكنلوجيا الاتصالات والمواصلات التي للغرب ولأمريكا بالذات الدور الأكبر في تفجير ثورتها، وان العالم قد تحول بفضل هذه التكنولوجيا إلى قرية صغيرة، أصبح كل ما يجري فيه وعلى سطح الأرض في متناول يد كل كائن بشري، إلا أن الإدارة الأمريكية وفيما يبدو تعيش خارج هذا العصر، ولا تمشي على سطح كوكبه الأرضي.
    تمكنت القوة الأمريكية الغاشمة من تدمير الدولة العراقية، وعملت على تدمير منجزات العراق في النصف الثاني من القرن العشرين، وحولت العراق إلى دولة فاشلة بمساعدة عملائها، ولكنها فشلت في تحقيق الكذبة الأمريكية، في تسويق ادعاءاتها، أنها جاءت إلى العراق لنشر الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، بعد إن فشلت في تسويق ادعاءات امتلاك أسلحة الدمار الشامل والتعاون مع الإرهاب.
    إذا كانت أمريكا تزعم أن حربها في العراق قد نجحت، لأنها أنهت حكم صدام حسين، فأن صدام نفسه قد اسقط المشروع الإمبراطوري الأمريكي، وأرسل به إلى مزبلة التاريخ وما زال صامدا، وسيطاردها حتى تنزوي في عقر دارها، وتبكي على مر التاريخ القادم، على اليوم الذي فكر فيه أغبياؤها من الساسة على التفكير في الذهاب إلى العراق.
    لمداراة الكذب الأمريكي وعدم إثارة الشعب الأمريكي، فأن الإدارة الأمريكية تخفي حقائق خسائرها على الأرض، من أعداد القتلى والجرحى، إلى جانب الممارسات القذرة في حق العراقيين، من قتل وتدمير وانتهاك لأبسط الحقوق، وحرمان متعمد لحقوق الإنسان العراقي من متطلبات الحياة الأساسية.
    المشروع الأمريكي على ارض العراق فشل سياسيا وعسكريا وأخلاقيا، ولم يعد بإمكان أمريكا تسويق نفسها أمام اصغر طفل من أطفال هذا العالم، وأخذت كذبتها تسري في عروق المواطن الأمريكي، الذي يدفع بأبنائه إلى أتون المحرقة العراقية، التي فتحت إدارته بابها وعلى مصراعيه، دون مبالاة لا لحياة الإنسان العراقي ومستقبل أطفاله، ولا لحياة المواطن الأمريكي الذي تدفع به لحرب لا ناقة له فيها ولا جمل.
    أكثر المصادر الأمريكية تقدر الخسائر الأمريكية بعشرين ألف ما بين قتيل وجريح، وهناك من يشير إلى خمسين ألف ما بين قتيل وجريح، استنادا إلى مصادر المستشفيات الأمريكية في ألمانيا، والتي تؤشر على أن هناك ستة وأربعين ألف جندي أمريكي جريح، نالوا تعويضات الحرب، يضاف إليهم أن تقديرات العسكريين القتلى هي قتيل لكل ثمانية جرحى، إي أن هناك ما لا يقل عن ستة آلاف قتيل، وأن الإدارة الأمريكية لا تجرؤ على الإعلان عن حجم خسائرها، بالإضافة أن القوات الأمريكية ليست جميعها من حملة الجنسية الأمريكية، والتي قد تزيد من إثارة الرأي العام الأمريكي، ولكن المأزق الذي وقعت فيه الإدارة في واشنطن سيكشف عريها، والمتمثل بازدياد الأحجام عن الالتحاق في صفوف المتطوعين للانضمام إلى الخدمة العسكرية.
    في ظل كل هذه الظروف، الفشل الذريع في العملية السياسية المصطنعة، التي تقوم الإدارة الأمريكية على برمجتها، ومع ذلك فان عملاءها وجواسيسها لم يتمكنوا من إتمام العملية السياسية، التي تطمح اليها امريكا، لتوفير مناخ ملائم للهروب، تحت ذريعة استكمال العملية السياسية، لان عملاءها الذين وصفتهم مادلين اولبرايت أيام التسكع في شوارع واشنطن، مازالوا أمينين على الوصف "مجموعة من الصعاليك يرتادون الحانات، ويبحثون عن المومسات، وفي آخر الليل يتقاتلون بالسكاكين".
    كان الأجدر بالإدارة الأمريكية أن تحترم نفسها، وأن تستغل الفرصة التي واتتها بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، عندما وجدت نفسها أنها اللاعب الوحيد على المسرح الدولي، من خلال العمل على تصويب الاوضاع في المنظمة الدولية، وجعلها منظمة عالمية تحكم العالم في ضوء معايير وقوانين دولية عادلة، وبدلا من أن تكون الشيطان الأكبر كما يزعم الفرس، أن تكون "الأخ الأكبر"، والذي يحظى باحترام الجميع من دول العالم، إلا أن نزعة الشيطان والنفس الامبريالي والعقلية العسكرية، هي التي دفعت بها أن تذهب بأبنائها إلى المناطق الساخنة في العالم، لتحصد الكراهية والقتل والدمار الاقتصادي.
    أمريكا تتجاهل تاريخها من حيث دمويته وعدائه للشعوب، وفي الوقت نفسه تجهل أنها لم تنتصر في كل مواجهاتها الحربية على إي طرف في العالم، لأنها عندما تدخل المواجهة تمنى بالهزيمة، ومثال فيتنام أكبر شاهد على ذلك، وعلى الرغم أن فيتنام قد أورثتها عقدة المواجهات خارج حدودها، إلا أنها ركبت رأسها الأجوف وذهبت إلى العراق، الذي بدا أكثر شراسة من فيتنام بدرجات عديدة، إذ أوقعها في وحل العراق، رغم أن كل الظروف التي توفرت لفيتنام لم تتوفر له، وهاهو يذيقها مر الهزيمة التي ستكون أقسى من طعم الهزيمة في حرب فيتنام.
    بعد ثلاث سنوات مازال الرأس الأمريكي الأجوف يصر إعلاميا على استرتيجية النصر، على الرغم أن الواقع يدمي وجهه، ويضرب به بأحذية أبطال العراق، بدلا من العمل على وقف مسلسل القتل والدمار على أرض العراق، وتحمل الخسائر الفادحة في صفوفه، واستنزاف خزينة الدولة الأمريكية على حساب حياة المواطن الأمريكي دافع الضرائب.
    حرب أمريكا القذرة في العراق ستكون آخر حروب أمريكا خارج حدودها، لأنها ستخرج منها مثخنة الجراح، ولن يكون بمقدورها أن تكون لاعبا دوليا عسكرتاريا، لأنها ستنزوي في داخل حدودها، وسيكون للعراق الفضل الأول والأخير من إنقاذ أمريكا من نفسها، وإنقاذ العالم من شرورها، وعندها فقط يمكن أن تعيد أمريكا تفكيرها الذي تبني عليه ادعاءاتها بالنصر على العراق، في أنها أنهت حكم صدام حسين، بأن صدام نفسه من رمى بها إلى سلة النفايات الدولية، وبقي شعبه وتنظيمه الحزبي والسياسي سيدا في العراق

    Sad Sad Sad

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 5:13 am